المصالحة الفلسطينية إلى الواجهة من جديد.. هل تنجح الجزائر؟

راديو الشباب
بعد أن أعلنت حركتا فتح وحماس، توجه وفدي عن الحركة إلى الجزائر، وتبادلت الحركتان بعض التصريحات الناعمة لقياديين من الحركتين.
تتجه أنظار الفلسطينيين صوب البدء الفعلي بحوارات الجزائر مع متابعة هذا الانسجام المفاجئ، وبريق أمل بالوصول إلى وحدة وطنية شاملة على أسس وطنية سليمة وإجراء الانتخابات، وإعادة بناء المؤسسات وتفعيل السلطات التشريعية والتنفيذية كافة، وأن تتوج هذه الحالة بطي صفحة الانقسام، والشروع بفتح صفحة جديدة للمصالحة الوطنية.
الناطق باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح عماد مُحسن، أكد إنه عندما تقرر القيادية السياسية وقيادة الفصائل أن تنهي الانقسام الفلسطيني فإنه ينتهي، والأمر لا يتعلق بالدعوة أو الدولة المضيفة، لكن المطلوب هو الإرادة السياسية الحقيقية لانهاء هذا الانقسام.
تيار الإصلاح في فتح: المطلوب إرادة سياسية حقيقية لإنهاء الانقسام
وقال مُحسن لراديو الشباب: "أن الاحتلال هو المستفيد الأول من الانقسام الفلسطيني الراهن لإكمال مخططها الاستيطاني وتهويد القدس، وتصفية القضية الفلسطينية وتدمير مشروع التحرر الوطني".
وأوضح أن تيار الإصلاح كجزء أصيل من حركة فتح ما زال يردد ذات الخطاب السياسي منذ تأسيسه وما قاله قائد التيار محمد دحلان، في أكثر من خطاب بأنه يجب إنهاء هذا الانقسام بأي ثمن وأن الفلسطيني عندما يتنازل لاخيه الفلسطيني فإنه ينتصر لكل ابناء شعبنا".
وبين محسن أن ما استعصى انجازه في عاصمة العرب جمهورية مصر العربية، يستحيل تحقيقه في مكان آخر، دون توفر رغبة فلسطينية حقيقية لدى قيادة طرفي الانقسام، مع التقدير العميق للجزائر وشعبها وقيادتها الشقيقة
وتابع:" أن الأهم من ذلك هو مواجهة المؤامرة التي تمارس ضد الثوابت الفلسطينية ومشروع التحرر الوطني"، مشيراً إلى أن استمرار الانقسام يخدم الاحتلال ويسارع بتنفيذ مخططاتها الاستيطانية والتهويدية في الضفة والقدس.
فتح: ذاهبون للجزائر بقلوب مفتوحة وقدمنا رؤيتنا لإنهاء الانقسام
فيما أكد منذر الحايك القيادي في حركة فتح، أن فتح ستذلل كافة العقبات في حال وجدت أي عقبات في حوارات الجزائر من اجل الوصول لاتفاق على قاعدة إنهاء الانقسام وتوحيد مؤسسات السلطة الوطنية وإزالة مسببات الانقسام والتي حدثت على مدار الـ15 عاماً الماضية.
وقال الحايك، إن حركته "قدمت للجزائر ورقة تضمنت رؤيتها لإنهاء الانقسام والذي يبدأ عند تشكيل حكومة وحدة وطنية أو وفاق وطني او أي كان مسماها تقوم بتوحيد مؤسسات السلطة لنصل لتوحيد الجغرافيا".
وشدد المتحدث باسم فتح، على أن حركته ذاهبة للجزائر بقلوب مفتوحة من أجل إنهاء الإنقسام وفي كل مرة تؤكد أنها حريصة في كل جولاتها على انهاء الانقسام بالذهاب لانتخابات عامة.
حماس: قدمنا رؤية كاملة للجزائر حول ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني
تحدث الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، اليوم السبت 17 سبتمبر 2022، عن تفاصيل زيارة وفد الحركة للجزائر بناءً على دعوة رسمية.
وقال القانوع في تصريحات له أننا "معنيون بإنجاح حوارات الجزائر وحريصون أشد الحرص على تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وترتيب بيتنا الداخلي".
وأكد القانوع أن حركته قدمت رؤية كاملة للأشقاء في الجزائر حول إعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني".
آراء المواطنين
موقع راديو الشباب تابع ردود فعل الشارع الفلسطيني واستطلع آراء عينة من الشباب، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والتي تباينت، بين أمل إتمام المصالحة، ويأس من إتمامها.
قال المواطن عبد الله القاضي: "ولا عمرها بتصير انتخابات لأن المصالحة فيها كثير من الأمور المعقدة بغض النظر عما يتم تصريحه وكل مرة بنسمع تصريحات هيك ولكن ما بيصير شي على أرض الواقع".
بينما قال الحاج اسماعيل عقلة " لن يكون هناك صلح ولا انتخابات إذا لم يتم الاتفاق على بعض البنود تعود الى العام 2006 وما حدث في تلك الفترة وأمور أخرى تراكمت على مر السنين التي مضت الموضوع معقد يجب على الناس التحلي بالصبر".
بينما تنهد المواطن هشام أبو حسون قائلاً: "لا يوجد شيء اسمه الانقسام لأنه أصبح يتوافق مع الطرفين وغزة تديرها حماس والضفة تديرها فتح.. والطرفين متفقين على استمرار الحالة اللي إحنا عليها"
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد أعلن الشهر الماضي أن اجتماعاً لمنظمة التحرير الفلسطينية تشارك فيه كل الفصائل سيعقد في الجزائر قبل القمة العربية، معتبراً في حديث مع وسائل إعلام جزائرية، أن الجزائر لديها كامل المصداقية لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
ويدخل الانقسام الفلسطيني عامه السادس عشر حيث تعثرت كل محاولات المصالحة الممتدة ما بين ظلال الأهرام وستار الكعبة وساحل غزة وتلال رام الله وسخونة الدوحة وصقيع موسكو وجبال صنعاء وشواطئ بيروت.
وأدى الانقسام إلى تفسخ النظام السياسي الفلسطيني، وشكل خطرا على المشروع الوطني الكبير وأحلام الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس، خاصة مع توالي مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.